-->

شريط الأخبار

بداية جديدة

 قال الشاب وهو يبتسم بخجل: "الحمد لله، الأمور اتضحت أخيرًا. المدير وافق على تعييني في الوظيفة الجديدة، والحمد لله اللي صبرت عليه طول الفترة دي."

ثم تنهد وقال وهو يجلس بجانب المرأة: "ده كان اللي ناقصني. كانت حياتي كلها مرتبطة بالأمل في حاجة زي دي، والأسبوع الجاي هبدأ شغل رسمي. ده ممكن يغير حياتي وحياة أمي كمان."

المرأة نظرت له بعيون مليئة بالدهشة والحب، وكأنها أم حقيقية له، ثم قالت له بصوت خافت: "ربنا يبارك فيك، يا ابني. وأنت مش لوحدك، الدنيا لسه فيها خير، وما فيش حاجة تيجي بسهولة، لازم تضحي علشان توصل."

الشاب ابتسم بحزن وقال: "أيوه، لكن الحياة مش دايمًا بتكون سهلة، أحيانًا لازم نكمل على الرغم من كل حاجة، زي ما أنا عامل دلوقتي، عشان أمي ولأنني مش عايز أفقد الأمل في نفسي."

عينيه بدأت تلمع أكثر وهو يستعد للعودة إلى والدته، لكن قبل أن يذهب، قالت له المرأة: "خلي بالك من صحتك، يا ابني. وأنا بدعيلك من قلبي إن ربنا يوفقك."

وبدأ الشاب يهم بالخروج مرة أخرى، لكنه توقف للحظة، ثم التفت وقال: "أمّي... في حاجة تانية مهمّة."

قالت المرأة: "أيه؟"

فأجاب: "أنا لقيت نفسي مش لوحدي النهاردة، لقيت حد يهتم... حد يحس بي."

ثم خرج الشاب بسرعة، وترك خلفه قلبًا مليئًا بالأمل وبداية جديدة لحياة أفضل.


لتكملة القصة بالطريقة المطلوبة ومع الحفاظ على الأسلوب واللهجة، يمكنني أن أكتب الجزء التالي من الرواية، ثم إذا كنت ترغب في تكملة أكبر أو تعديلات، يمكننا المتابعة معًا. إليك التكملة:


خرج الشاب من المستشفى بخطوات سريعة، كان الهواء البارد يلسع وجهه كالشظايا، لكنه لم يشعر بشيء سوى تلك الفرحة الغامرة في قلبه. كان الوقت متأخرًا، ولكن عقله كان مشغولًا أكثر من أي وقت مضى. جائت تلك المكالمة بعد فترة طويلة من الانتظار، وبالنسبة له كانت تلك لحظة فارقة. بعد سنوات من الكفاح، أخيرًا حصل على الوظيفة التي كان يحلم بها. لكنه لم ينسَ أبدًا أمه، تلك المرأة البسيطة التي بذلت الكثير من أجل أن تراه يعيش حياة أفضل.


"الحمد لله"، همس في نفسه وهو يمشي بسرعة ليصل إلى الصيدلية. كان يقترب منها، وعيناه مغرورقتان بالدموع، لم يكن يدرك هل هي دموع فرح أم دموع معاناة. كان يشعر بعبء الأيام الماضية على قلبه، والآن فقط بدأ يشعر أن هذا العبء بدأ يخف تدريجيًا.


وصل إلى الصيدلية، ووقف أمام الزجاجة التي تحتوي على الأنسولين. عينيه كانت تبحث بعناية في الرفوف، وكأنها تبحث عن الأمل في علبة دواء صغيرة. أخيرًا، وجد ما كان يبحث عنه، ودفع الثمن بسرعة. في طريقه العودة إلى المستشفى، ظل عقله مشغولًا بالحديث الذي دار مع تلك المرأة في المستشفى.


"أنا مش أمّه، لكن زي أمه"، قالتها بصدق، وكأنها تروي له قصة من قلبها. أحس بذلك الشعور العميق، كما لو كانت تلك الكلمات هي التي تجعله يشعر بمسؤولية أكبر، ليس فقط تجاه نفسه ولكن أيضًا تجاه الناس الذين يحيطون به. كان ذلك الشعور الغريب هو الذي دفعه للسعي وراء الأفضل.


توقف الشاب أمام المستشفى لبرهة، ونظر إلى السماء التي كانت ملبدة بالغيوم. كان الجو عاصفًا، والأمطار بدأت تتساقط. كل شيء حوله كان يبدو ضبابيًا، لكنه كان على يقين من شيء واحد: هذا ليس نهاية الطريق، بل هو بداية فصل جديد من حياته.


دخل المستشفى مرة أخرى، وذهب مباشرة إلى غرفة الطبيب. فوجئ بالطبيب وهو يبتسم له قائلاً: "أنت رجعت بسرعة، مش متوقع أنك هترجع كده في أقل من نص ساعة."

قال الشاب وهو يمد يده بالأنسولين: "ده واجب عليّ، لو سمحت علمني إزاي أقدر أساعد أكتر."

ابتسم الطبيب وقال: "أنت أكتر من رائع، وأنا متأكد إنك هتكون سبب في تغيير كتير للناس اللي حواليك. بس أهم حاجة، متنساش صحتك، الدنيا مش مستاهلة كل التعب ده لو صحتك راحت."


خرج الشاب من غرفة الطبيب، وذهب مباشرة إلى المرأة التي كانت لا تزال على سريرها في الغرفة الصغيرة. وقف أمامها وهو يشد قلبه، ثم قال: "الدواء جاهز، و... فيه حاجة تانية كنت عايز أقولها لك."

قالت المرأة وهي تبتسم: "إيه؟"

فأجاب: "أنت شخص مهم جدًا، وكل كلمة قلتِها لي كانت بتدفعني أكتر علشان أحقق كل اللي أنا عايزه. وربنا يوفقك ويشفيك."

وضعت المرأة يدها على يده وقالت: "ربنا معاك، يا ابني. وإن شاء الله دي بداية لحياة جديدة ليك."

ثم قالت ضاحكة: "ما تنساش تروح تهتم بصحتك، لأنك مش لوحدك، في ناس بتحبك وبتدعي لك."


وبينما كان الشاب يستعد للخروج، شعر بشيء مختلف في قلبه. كان يشعر بالسلام الداخلي لأول مرة منذ فترة طويلة. ليس بسبب الوظيفة التي حصل عليها، ولا بسبب الأنسولين الذي جلبه، ولكن بسبب تلك اللحظة التي شعر فيها أن الناس حوله يهتمون به حقًا.


وفي تلك اللحظة، تذكر والدته. تذكر كلماتها وهي تقول له: "يا ابني، مهما كان العالم من حولك قاسيًا، لازم تفضل دايمًا ثابت على قلبك. لأن في النهاية، الناس اللي بيحبوك هما اللي هيسندوك."

فهم الشاب أن الحياة لا تتعلق فقط بالنجاح أو الفشل، بل بالأشخاص الذين يحيطون بك والذين يثبتون لك أن وجودك في هذا العالم له معنى. كانت تلك اللحظة هي بداية لفهمه العميق لمعنى الحياة.


لكن التحديات لم تكن قد انتهت بعد. كان يعرف أن الطريق ما زال طويلًا، وأن الحياة لن تكون دائمًا سهلة. لكن تلك اللحظات، تلك الأوقات التي تجتمع فيها العزيمة والأمل، هي التي ستحمله خلال أصعب الأوقات.


وبينما كان يهم بالخروج، بدأ المطر يتساقط بشكل غزير، وكأن السماء كانت تشارك في فرحته. أخذ نفسًا عميقًا، وأغمض عينيه للحظة. ثم قال لنفسه: "الحمد لله، الحياة لسه فيها أمل، ولسه فيه فرصة جديدة."


مرت الأيام، والشاب بدأ يحقق نجاحات صغيرة وكبيرة على حد سواء. أصبح أكثر وعياً بأهمية العمل الجاد، ولكن أيضًا بأهمية تلك اللحظات التي تجعل الشخص يشعر بالراحة والطمأنينة. وأصبح دائمًا يتذكر تلك المرأة التي جعلته يدرك أن الحياة تستحق العيش عندما تجد الناس الذين يصدقون فيك.


ثم جاء اليوم الذي قرر فيه أن يعود إلى المستشفى مرة أخرى، ولكن هذه المرة كان يحمل في يده هدية صغيرة للطبيب والمرأة. لم يكن يريد شيئًا في المقابل، بل كان يريد فقط أن يعبر عن امتنانه. دخل الغرفة وهو يبتسم وقال: "أنا جيت علشان أقول لكم شكرًا من قلبي. لو ما كنتوش موجودين في حياتي، كنت يمكن ضيعت الفرصة دي."


ابتسم الطبيب وقال: "أنت دلوقتي هتكون بداية لقصة جديدة، إحنا اللي بنشكر ربنا علشان إننا قدرنا نكون جزء من حياتك."

وأضافت المرأة بصوت هادئ: "ربنا يوفقك يا ابني، وتكون حياتك دايمًا مليانة بالنجاح، لأنك تستاهل كل خير."


في تلك اللحظة، أدرك الشاب أن الحياة ليست فقط عن الفرص التي تأتي، بل عن الأشخاص الذين يعبرون عن الإيمان بك. وكان على يقين من شيء واحد: مهما كان المستقبل مليئًا بالتحديات، فهو قادر على مواجهتها بمساعدة الناس الذين يهمونه.