سر جويس: الغاز المشؤوم والنهاية الغامضة
لم يُدفع إيجار الشقة لمدة ستة أشهر، ولذلك طلب مستأجر الشقة إخراج أجيرته إجبارياً من الملكية، فقام حجّاب المحكمة باقتحام الشقة ليجدوا جثة جويس متعفنةً قبالة التلفاز وبعد إجراء التحليلات اكتشف الصدمة ان جويس ماتت بسبب ...
تسمم الغاز، والذي تسرب من المدفأة القديمة في شقتها. كانت الغاز تتسرب ببطء شديد على مدى شهور، ومع أن تلفازها كان يعمل طوال الوقت، إلا أن الضوضاء لم تكن تكفي لتغطية الرائحة الغريبة التي انتشرت في المكان. والكارثة الأكبر كانت أن جويس لم تشعر بأي ألم، لأن السموم تسللت إلى جسدها تدريجيًا حتى أدت إلى وفاتها، وكان الجسم قد بدأ في التحلل عندما اكتشف الجيران غيابها.
التحقيقات بعد الوفاة أظهرت أن جويس كانت تعيش بمفردها، وكان لديها بعض الصداقات المحدودة، لكنها لم تكن تقيم علاقات وطيدة مع أي من جيرانها. ولأنها كانت تخفي حياتها الشخصية بعيداً عن أعين الجميع، لم يكن لأحد فكرة عن حياتها الداخلية أو ما قد تكون قد مرّت به في آخر أيامها.
ولكن ما زاد من تعقيد الأمر هو أن الشقة كانت تحتوي على ملاحظات مشفرة في دفاتر مذكراتها، بعضها كان يتحدث عن شبح يشبهها، وآخر يذكر لقاءات غير عادية، مما جعل المحققين يفتحون ملفاً قد يبدو غريباً، يثير تساؤلات حول وجود سر كان يختبئ وراء حياة جويس المظلمة.
في الأيام التالية لاكتشاف جثة جويس، بدأت الأسئلة تتوالى. كانت الجيران قد تلقوا إشعارات من إدارة المبنى بخصوص تأخير دفع الإيجار، لكنهم لم يولوا اهتمامًا. لم يكونوا يعرفونها جيدًا، لم يروا وجهها كثيرًا في الممرات، ولم يسمعوا صوتها في الشقة المجاورة. الجو كان دائمًا هادئًا، خاليًا من أي تفاعل بشري.
وبينما كانت الشرطة تفحص الشقة، بدأ المحققون في ملاحظة تفاصيل دقيقة، بداية من الأوراق المنتشرة على المكتب في غرفة المعيشة إلى الجدران التي كانت تحتوي على ملاحظات مكتوبة بخط يدها. كان هناك الكثير من الملاحظات حول أشخاص لم يسمع بهم أحد، وأماكن غريبة، وأحداث غير مفهومة، مما دفع المحققين إلى التساؤل: هل كانت جويس تعرف شيئًا لم يكن يجب عليها معرفته؟ هل كانت متورطة في شيء أكبر من مجرد حياة منعزلة في شمال لندن؟
بدأت الشرطة بمراجعة سجلات الاتصالات الخاصة بها، واكتشفوا أنها كانت تتواصل بشكل مستمر مع شخص مجهول، ولكن المفاجأة كانت أن هذه المحادثات كانت تتم عبر رسائل نصية مشفرة، لم يقدر أحد على فك شفرتها بسهولة. بعض الرسائل كانت تتحدث عن "النهاية الكبرى"، "البداية المظلمة"، "المرحلة النهائية". كانت كلها تحمل إشارات غامضة لا توحي بشيء واضح، وكأنها تتوقع شيئًا سيحدث، ولكن ماذا؟ هذا هو السؤال الذي بدأ يشغل المحققين.
في تلك الأثناء، كان جيرانها يكتشفون بعض القصص الصغيرة التي ربما كانت تشير إلى حياة مختلفة تمامًا عن تلك التي رآها الناس. كانت جويس قد ظهرت في بعض الأحيان مع مجموعة من الأشخاص في حديقة المبنى، لكنهم لم يعرفوا أبدًا من هم. كانوا يبدون غرباء، وأحيانًا يتحدثون معها بهدوء ثم يختفون فجأة. كانت هي أيضًا تمشي بحذر وتبتعد عن الأنظار، وكأنها تخشى أن يراها أحد.
لكن ما أثار الدهشة هو أن أحد الجيران ذكر أنه كان قد سمع ضوضاء غير مألوفة تأتي من شقتها في الأيام التي تلت وفاتها. كانت ضوضاء مشابهة لتلك التي تصدرها الأجهزة الإلكترونية القديمة، وكأن شيئًا كان يعمل هناك طوال الوقت. ولكن بعد أن تمت المراجعة، تبين أن الكهرباء في الشقة كانت مغلقة، وأن التلفاز كان يعمل على بطارية احتياطية!
انتقل المحققون إلى التحقيق في ماضي جويس. بدأت القصص تظهر عن أسرتها المفقودة. لم يكن أحد يعرف من هي أو ما الذي دفعها للعيش في عزلة تامة، بعيدًا عن أي تواصل اجتماعي حقيقي. تحدث الجيران عن شائعات قديمة كانت تدور حول عائلة جويس، وكيف أن والدتها كانت قد اختفت قبل عدة سنوات، وأن هناك من يعتقد أن جويس كانت مختبئة من شيء ما، أو شخص ما.
في هذه الأثناء، كانت الشرطة قد اكتشفت خيوطًا أكثر غرابة عندما تم العثور على ملف سري في أحد رفوف مكتبها، يحمل عنوانًا غريبًا: "الرمز النهائي". كان هذا الملف يحتوي على ملاحظات وحسابات رياضية معقدة، ورسومات هندسية غريبة، ولكن أكثر ما أثار الاهتمام هو وجود صورة قديمة لامرأة أخرى تشبه جويس تمامًا، لكن هذه الصورة كانت مرفقة بتواريخ وأماكن لم يُسمع بها من قبل. كانت الصورة تعود إلى عام 1975، وهي السنة التي اختفت فيها والدتها.
بدأ المحققون يشكون في أن جويس لم تكن مجرد امرأة عادية، وأن حياتها قد تكون مرتبطة بشيء أكثر من مجرد حادث تسرب غاز. ربما كانت جزءًا من خطة أكبر، ربما كانت تدير شيئًا سريًا لم يكن أحد يعرف عنه شيئًا.
في إحدى الليالي، قرر المحققون محاولة فك الشفرة الموجودة في الرسائل النصية. بعد أيام من البحث المتواصل، استطاعوا أخيرًا فك جزء من الشيفرة، ليكتشفوا رسالة غريبة، تقول:
"لقد حان الوقت لتدمير كل شيء. كل شيء سينتهي قريبًا. لا أحد يمكنه الهروب من هذا المصير."
من هنا، بدأ المحققون في التحقيق في دائرة أوسع من الأشخاص. كان من الواضح أن هناك شيئًا مروعًا على وشك الحدوث، وكان الجميع يتساءل عن مدى ارتباط جويس بهذا الحدث. هل كانت هي الضحية الوحيدة، أم كان هناك آخرون قد شاركوا في هذا المؤامرة المظلمة؟
مرت أسابيع أخرى، وما زالت الأسئلة تزداد. بينما كانت الشرطة تحقق في الملفات المحفوظة لدى جويس، كانوا يجدون روابط غريبة بين رسائلها وبين أحداث تاريخية قديمة، بعضها يعود إلى حروب قديمة، والبعض الآخر إلى أساطير قديمة كان يعتقد الجميع أنها مجرد خرافات.
في تلك الأثناء، ظهرت شخصية جديدة في التحقيقات: رجل غريب في منتصف الأربعينيات من عمره، لم يكن معروفًا بين الجيران. كان يزور الشقة قبل أيام قليلة من وفاة جويس، ورفض إخبار المحققين عن سبب زيارته. كان الرجل يحمل معه حقيبة كبيرة، ويبدو أنه كان ينتظر شيئًا ما. وقد ذكر في إحدى ملاحظاته التي عثر عليها المحققون أنه كان مكلفًا من قبل "المنظمة" بالتحقق من شيء مهم في الشقة.
ولكن من هي هذه "المنظمة"؟ وماذا كان في حقيبته؟ ولماذا كان هناك هذا الكم من الأسرار المحيطة بجويس؟ كانت كل هذه الأسئلة تتزايد بلا إجابة، والمحققون كانوا على حافة الجنون، يركضون في دوامة من الغموض، محاولين ربط الخيوط المبعثرة.
ثم جاء اليوم الذي غير كل شيء. في إحدى غرف الشقة، عثر المحققون على جهاز غريب، يشبه الكمبيوتر القديم، لكنه يحتوي على تقنيات حديثة للغاية. كان هذا الجهاز قديمًا بشكل مريب، ومع ذلك، كان يحتوي على بيانات حديثة للغاية، تُظهر تواصلًا مع أجهزة في أماكن مختلفة في العالم.
كان ما أدهش المحققين أكثر هو أن الجهاز كان يحتوي على خطة واضحة لتحويل العالم إلى شيء مختلف تمامًا. كانت هذه الخطة تتحدث عن "التغيير الكبير" الذي كان سيحدث، والذي بدأ مع جويس.