-->

شريط الأخبار

طريق الحياة بين الشك والقرار

 حمدان بص لبتول نظرة مش مفهومة، وبعدين قال لها بهدوء: "ما تخافيش، كل حاجة هتبقى تمام." لكن كانت في نبرته حاجة غريبة، زي ما يكون فيه سر مش قادر يقوله. قلبه كان بيدق بسرعة، لكن هو كمان كان عارف إنه مش هيتراجع دلوقتي.


بتول كانت مش قادرة ترفع عينها منه، حاسة بخوف شديد وقلق. هي عمرها ما تخيلت اليوم ده ييجي، لكن دلوقتي هي واقفة قدامه، وجواها مزيج من المشاعر اللي هي مش قادرة تترجمها لكلام.


حمدان حس بالوضع الغريب ده وقال: "ما فيش حاجة تخليكي تتوتر، كل حاجة هتكون واضحة." بس كان في صوته حاجة ما بين التأكيد والتردد. كأنه هو كمان مش عارف هيحصل إيه.


بتول بصت له بعيون مليانة شك وقالت: "أنا مش عارفة لو كنت جاهزة للحياة دي. عايزة كل حاجة تبقى واضحة من الأول."


حمدان ابتسم ابتسامة هادئة وقال: "اللي جاي هيتوضح مع الوقت، لكن خليكي عارفة إنك مش لوحدك في الرحلة دي." كلامه كان فيه وعد، بس عيناه كانت مليانة شكوك، وكأن هو كمان مش متأكد من اللي بيقوله.


الأجواء بينهما كانت مشحونة. كل لحظة كانت مليانة تساؤلات عن اللي هيحصل بعد كده. الرحلة دي مش هتكون سهلة، وكل واحد فيهم كان عارف إن دي بداية لشيء مختلف تمامًا.


حمدان فضل ساكت شوية، كأن الكلمة اللي قالها كانت تقيلة عليه. هو ما كانش عارف لو بتول فعلاً فاهمة إيه اللي هيحصل بعد كده، ولا لو هي جاهزة تعيش معاه الحياة اللي هو مش عارف شكلها هيبقى إيه. بس اللي كان متأكد منه، إن ده قرار مهم في حياته.


بتول، بعد ما سمعت كلامه، قلبها بدأ يهدى شوية. لكنها لسه مش قادرة تستوعب كل حاجة. مشاعر متناقضة جواها، من خوف لشوق لقلق. هي عارفة إن الحياة مع حمدان مش هتكون زي ما هي متخيلة، لكن في نفس الوقت، مش قادرة تنكر إن فيه حاجة في عينيه بتخليها تشعر بالأمان، حتى لو كان في قلبه غموض.


حمدان بص لها بتمعن، وكان واضح من نظراته إنه شايف فيها حاجات ما كانش شايفها قبل كده. ابتسامته كانت فيها نوع من الرضا، بس في نفس الوقت كان فيها نوع من الندم، كأن كل حاجة اتغيرت فجأة، واللي كان عايش فيه من قبل ما بقى في الماضي دلوقتي.


"أنتي متأكدة من اللي بتقولي؟" حمدان سألها بنبرة جادة، وكأن الجواب ده هيحدد كل حاجة جايه.


بتول بصت له في عينيه، وكانت مشاعرها مشوشة، بس قالت في صوت واطي: "أنا مش متأكدة، بس... يمكن ده اللي مكتوب." كان في كلامها شيء من الاستسلام، وفي نفس الوقت أمل إنه يكون ده بداية لحاجة مختلفة، لحياة جديدة.


حمدان كان عارف إن الجواز ده مش مجرد خطوة في الحياة، ده كان كل حاجة، كان القرار اللي هيغير كل حاجة في مستقبله ومستقبل بتول. بس كان برضو مش قادر يسيب حاجات لحد تاني. لازم هو يكون المسيطر، هو اللي يحدد كل شيء.


سكت شوية، وبعدين قال: "الليلة دي مش زي أي ليلة، يا بتول. دي بداية لحاجة أكبر. لكن كل واحد فينا لازم يعرف إن الحياة مش سهلة، فيها تحديات كتير."


بتول حاولت ترفع راسها وتشوفه بعينيه، عشان تكون مستعدة لكل اللي جاي. في قلبها كان فيه يقين، بس برضو فيه شك.


حمدان سكت للحظة وهو يلاحظ بتول، كان عارف إنها مش مستوعبة كل حاجة لسه. وعينيه، رغم هدوءه الظاهر، كانوا مليانين بشوية توتر، زي ما يكون هو كمان مش متأكد من اختياره، لكن كان لازم يستمر. ده الطريق اللي اختاروه مع بعض.


"أنا عارف إن كل ده جديد ليكي، لكن صدقيني، الدنيا مش هتمشي زي ما كنت متخيلة، مش دايمًا هتبقى حلوة." حمدان قالها بنبرة صادقة، وكأن الكلمات دي مش بس نصائح، لأ دي تحذيرات.


بتول اتنفست بقوة، كان قلبها واقف في مكانه، بس مع كل كلمة كان حاسّة بشوية راحة. هي مش هتقدر تمشي في الحياة دي لو كانت كلها شكوك، كانت محتاجة تبص قدام، حتى لو كانت مش متأكدة من الطريق.


"وأنا مش هقدر أعيش من غير ما تكوني جنبّي." حمدان أكمل كلامه، بص لها بعينين عميقتين، وكان في عيونه حاجة بتقول إن ده مش مجرد كلام، ده وعد، ولو كان فيه خوف جوا ده، هو مش هيظهر دلوقتي قدامها.


بتول حاولت تبتسم، لكن كانت ابتسامتها ضعيفة، مكسورة. "أنا معاك، حمدان. ومش هخليك لوحدك." كان في كلامها نوع من الضعف، لكنها كانت عارفة إنها لازم تكون قوية، مش بس عشان نفسها، لكن عشان حمدان كمان.


في اللحظة دي، الباب اتفتح فجأة وراهم، ومرعي دخل الغرفة، لابس جبيرة على ذراعه، وكانت ملامحه متعبة، لكن في عينيه كان فيه إصرار. "مبروك يا حمدان، أنا جيت متأخر، بس ما ينفعش أكون مش موجود في اللحظة دي."


حمدان نظر له، وابتسم ابتسامة صغيرة، لكن ما ردش عليه بكلام. كان في دماغه حاجة تانية. الحقيقة إن الليلة دي كانت بداية لشيء أكبر، أكتر تعقيدًا، ومش بس جواز، لأ ده كان اختبار كبير ليهم كلهم.


بتول وقفت، بصت لمرعي وهي مش فاهمة ليه دخل دلوقتي، لكن في نفس الوقت، كانت عارفة إن كل حاجة هتتغير بوجوده. "أنا مش عارفة إذا كنت جاهزة، لكن ده قدري." قالتها بصوت خافت، وكأنها بتأكد لنفسها أكتر من أي حد تاني.


مرعي دخل الغرفة وهو مش مهتم بالكلام الزايد، كان واضح إنه جاي عشان يشوف حاجة معينة، حاجة زي ما تكون تأكيد إنه كل حاجة ماشية في السكة الصح، حتى لو كانت مليانة تعقيدات.


حمدان رفع عينه شوية على مرعي وقال له: "أنت جيت في وقتك، بس خلي بالك، اللي جاي مش هيبقى سهل، ده بداية، مش نهاية."


مرعي ابتسم ابتسامة شبه سخرية وقال: "أيوه، عارف. بس برضو زي ما جبتها للمرحلة دي، لازم تكمل. ما ينفعش ترجع دلوقتي."


بتول، اللي كانت مشغولة بأفكارها، حاولت تركز في الكلام، لكن كان فيه شيء في الجو مش قادرين يتجاهلوا، زي غيمة ثقيلة فوق رأسهم. كان كل شيء غريب ومرتبك في نفس الوقت.


حمدان بص لها مرة تانية وقال: "لو فكرتي إن ده هيكون سهل، يبقى لازم تكوني مستعدة لوقت طويل من التحديات." كانت نظراته بترتد على ملامح وجهها، زي ما يكون عايز يقيم رد فعلها، هل هي هتستمر أو هتتراجع.


بتول سكتت شوية، لكن في قلبها كان عندها شعور غريب إنه مهما كانت الصعوبات، هي مش هتقدر تراجع في لحظة زي دي. هي عارفة إن حياتها هتتغير، لكن التغيير ده كان ليه طعم خاص. طعم مليان تحديات وأشياء جديدة.


مرعي ابتسم وقال وهو بيشوف التوتر في الجو: "خلي بالك، اللي بيبدأ بشجاعة لازم يواصل بنفس القوة. لو وقفتوا في النص، مش هتلاقوا طريق تاني."


حمدان قاله: "مش هنوقف. بس ياريت كل واحد يعرف مكانه في اللعبة دي."


بتول فجأة لفت نظرها للباب، وشافت أمها واقفة برا، بعيون مليانة قلق. "أمي... هنا؟" قالتها بصوت خافت.


أمها دخلت وقالت: "بقولك يا بتول، كل خطوة هتاخذيها هتكون صعبة، بس لو أنتِ عايزة تكملّي، خلي عندك القوة. الحياة مش دايمًا ساهلة."


بتول وقفت وقالت بهدوء: "أنا مش هخاف. لو ده قدري، هعيش معاه. بس عايزة بس تكون الدنيا واضحة قدامي."


حمدان واللي حواليه عرفوا إن الأيام الجاية مش هتكون سهلة. كل واحد فيهم عنده تحديات مختلفة، وأولهم كان بتول، اللي دلوقتي على أعتاب حياة جديدة ما كانتش متخيلتها.


"إحنا مع بعض، يا بتول، هنمشي مع بعض في الطريق ده. بس لازم تكوني مستعدة لكل شيء." حمدان قالها بهدوء، رغم التوتر اللي كان موجود في عيونه.


بتول وقفت، وما كانتش قادرة تخفي اللي جواها. كانت مشاعرها متداخلة، ما بين الخوف من المجهول وبين أمل بسيط إن كل شيء هيبقى تمام في النهاية. عيونها كانت مليانة تساؤلات، ولكنها كانت عارفة إنها مفيش قدامها غير الاستمرار في الطريق ده.


"أنا معاك، حمدان... لو ده كان اللي ربنا كتب لي، مش هقدر أهرب منه." قالتها بصوت هادي، لكن قلبها كان بيدق بسرعة، وكأن كل كلمة بتقولها كانت تعبير عن قرار هتتخذّه في اللحظة دي.


حمدان بصلها بعينين مليانين بشوية حيرة، لكنه ابتسم ابتسامة صغيرة، زي ما يكون حاسس إنها بتقول كلام أكتر من مجرد كلمات عادية. كان عارف إن بداية حياتهم مع بعض مش هتكون زي ما هو متخيل. ده كان بداية لاختيار مش سهل.


فجأة، مرعي قطع الصمت وقال: "الوقت بيجري، واللي هتعملوه دلوقتي هيحدد كل حاجة بعد كده. مش كل حاجة هتكون على ما يرام، لكن لو استنيتوا علشان كل حاجة تبقى كاملة، مش هتتحركوا خالص."


حمدان نظر له وقال: "عارف. بس مش كل حاجة بتتعمل لمجرد إننا مستعجلين. ده شيء كبير، لو كان في إيدينا نعمله صح من الأول، كنا عملناه."


بتول لفت نظرها للمرايا اللي في الغرفة، كانت شايفة انعكاس صورتها مع حمدان، ومش عارفة إذا كانت هي الصورة الحقيقية ولا مجرد فكرة. هل هي مستعدة لعيش الحياة دي بكل ما فيها من تحديات؟ هل هي مستعدة للقرار اللي اتخذته دلوقتي؟ أسئلة كتير شاغلة بالها، لكن كان في حاجات أكبر لازم تتعامل معها.


"إنتو ليه دايمًا متأكدين إن كل شيء هيمشي صح؟" قالتها بتول في سؤالات ليهم، وكان في نبرتها شيء من الارتباك.


حمدان قرب منها وقال: "ما فيش حاجة متأكدة في الدنيا دي، كل حاجة بتتعامل مع الوقت. المهم إننا نواجه كل شيء مع بعض."


مرعي ابتسم وقال: "صحيح. وبعدين، لما تبقى في المسار الصح، هتلاقي إن كل خطوة بتخليك أقوى."


بتول مسكت إيد حمدان وابتسمت لأول مرة بصدق، كأنها متأكدة من حاجة داخلها، حاجة مش مفهومة لكن كانت بتدفعها للاستمرار.


"هنمشي مع بعض، صح؟" قالت بتول، وحمدان رد عليها بابتسامة أكبر.


"صح."


حمدان مسك إيد بتول، وفضل ساكت شوية، زي ما هو كان عايز يأكد على الحاجة اللي كانوا مع بعض لسه ما اكتشفوهاش. الحياة مش دايمًا سهلة، ومع كل خطوة كانوا بيخوضوها مع بعض، كان بيفهم إن التحدي الحقيقي مش في الظاهر، لكن في اللي جواهم.


مرت الأيام، وبمرور الوقت، الحياة بدأت تكشف لهما عن جوانب مختلفة. الحياة مع بعض كانت مليانة تجارب، تحديات، ومواقف جديدة. وفعلاً زي ما مرعي قال، الطريق ما كانش سهل، لكن لما كانوا مع بعض، كل شيء كان ممكن.


بتول اتعلمت كتير من حمدان. تعلمت إنها لو وقفت مكانها، كانت هتفقد كل شيء. الحياة مش عن الراحة، الحياة عن القرار، وتقبل التحديات.


حمدان، من جانبه، كان دايمًا فاكر اللحظة دي. اللحظة اللي قرر فيها إنه يكون مع بتول. هو عارف إن القرار ده كان بداية لمشوار طويل، مش بس بينه وبينها، لكن مع كل التحديات اللي جايّة.


وفي النهاية، لما بقت كل حاجة هادية، وحياتهم مشيت في مسارها الجديد، كانوا بيشوفوا إنهم ماشيين في الطريق الصحيح. رغم كل الصعوبات، كل واحد فيهم كان عارف إنه مش لوحده. ودي كانت بداية حياة جديدة لهم مع بعض، حياة مليانة حب، تحديات، وأمل في المستقبل.


وبعد مرور شهور، لقيت بتول نفسها بتضحك في الوقت اللي كانت فيه متوترة جداً في البداية. الحياة اللي اختارتها، والقرار اللي اتخذته، كان أكتر من مجرد زواج، كان تحدي عظيم، وكان السبب اللي خلاهم يقفوا مع بعض في أصعب الأوقات. وعشان كده، مع كل خطوة كانوا بيخطوها مع بعض، كانوا بيكتشفوا إنهم أقوى بكتير مما كانوا يتخيلوا.


وإزاي الحياة لما تكون مع الشخص الصح، تقدر تكون مختلفة بشكل ما كنتش متخيله.