-->

شريط الأخبار

بين الحب والسيطرة

 ساره كانت واقفة قدام سليم وهي مش قادرة تبلع اللي قاله. كلمات سليم كانت قاسية عليها جدًا، وما كانتش متعودة على التعامل بالطريقة دي. هي مش أكتر من بنت بتشتغل في المستشفى، وعايشة مع أهلها في بيتهم. لكن سليم، ابن عمها، كان دايمًا بيشوفها بنظرة مختلفة، وكأنها لازم تبقى دايمًا تحت رقابته.


سليم: – "أنا مش هسمح لك تخرجي بره البيت من غير ما أكون معاك. فاهمة ولا لأ؟"


ساره، وهي بتتجمد في مكانها: – "إنت مالك؟ إنت مش هو المسؤول عني! أنا عندي حياتي الخاصة. متفكرش إنك تقدر تتحكم فيا."


سليم كان واقف قدامها، نظرته كانت شديدة، وكأنها بتواجهه في ساحة معركة. لكنه مش قادر يرد عليها زي ما هو عايز، لأنه بيحبها بطريقة ما كانتش قادرة هي نفسها تفهمها.


ساره كانت داخلة في صراع مع نفسها. من ناحية كانت عايزة ترد عليه، ومن ناحية تانية كانت خايفة من رد فعل أمه، فريده. وبالرغم من كده، كانت بتعاني من مشاعر مختلطة تجاه سليم، لكن مفيش حاجة كانت هتخليها تتنازل عن حريتها.


ساره، وهي بتصرخ في وش سليم: – "أنا مش هسمح لك تتحكم فيا، ولا في قراراتي. لو عايزني أرجع البيت، أنا هروح برغبتي."


سليم، وكأنه مش عايز يزعق، حاول يهدأ شوية: – "خلاص، متزعليش، أنا مش قصدي أزعلك. بس إنتي لازم تفهمي إنك مش لوحدك في الدنيا دي، وفي ناس تانية لازم تحترميهم."


ساره طلعت بره المكتب، قلبها كان مليان مشاعر متضاربة. هي مش عارفة إيه اللي حصل بينه وبين نسرين، ليه كل ده؟ ليه حسّت إنها مش قادرة تفهمه؟ ومش قادرة تقبل إنه يبقى بيتحكم فيها زي كده.


وفي المستشفى، كانت الأمور مش أفضل. ساره لسه عايشة في جو من الغموض. في يوم من الأيام، وهي واقفة قدام ممرضة، اتفاجئت بأن الممرضة كانت بتقول لها إن فيه واحدة مش قادرة تدفع تكاليف العلاج.


ساره بسرعة، من غير ما تفكر، قررت تدخل تساعد السيدة.


ساره: – "خدي، ما تخافيش، أنا هتكفل بكل حاجة."


الممرضة، وكأنها مش مصدقة، قالت لها: – "دكتورة ساره، ده مش سهل. المبلغ ده مش صغير."


ساره، وهي مبتسمة بثقة: – "مش مهم، خليكي مطمئنة، هأدفع الحساب."


لكن في اللحظة دي، دخل سليم، وكان مراقب كل شيء. وكان مش فاهم ليه ساره تعمل كل ده، فمشى على طول. بعد ما ساره خلصت كل الإجراءات، راحت عشان تدفع المبلغ. الممرضة قالت لها إن سليم هو اللي دفع كل حاجة.


ساره، وهي مش مصدقة: – "سليم؟ إزاي؟"


الممرضة بابتسامة هادئة: – "آه، هو اللي اتكفل بكل شيء."


ساره، وهي مش قادرة تمنع نفسها من التفكير في كل التصرفات دي: – "سليم، ده ليه؟"


في اللحظة دي، دخل سليم، وهو بيضحك بابتسامة، قال لها: – "مفيش حاجة تستحق الشكر، دي حاجة بسيطة."


ساره، بتبتسم: – "أنت طيب جدًا، ربنا يبارك فيك."


سليم وهو مبتسم وقال: – "أول مرة تقوليلي كده، مش لازم تشكريني."


لكن القلق بدأ يزيد على ساره بعد ما شافت نسرين بتدخل على سليم. إيه دا؟ مش مفروض يكون في حاجة بيننا؟ ليه هو دائمًا مع نسرين؟ وليه قلبها بيوجعها لما تشوفهم مع بعض؟


نسرين، وهي بتضحك وبتحضن سليم: – "وحشتني يا حبيبي."


ساره، وهي بتغادر بسرعة: – "عن إذنكم."


لأول مرة، ساره حسّت إنها مش قادرة تتحمل الوضع ده. ليه كل ده؟ هي مش عارفة إيه اللي بيحصل بالظبط بين سليم ونسرين، لكن قلبها كان مليان مشاعر متضاربة.


ساره، وهي داخلة للمستشفى تاني يوم، فجأة قررت تواجه سليم.


ساره: – "إنت ليه بتعاملني كده؟ ليه دايمًا بتحطني في مواقف زي دي؟"


سليم، وهو واقف قدامها: – "أنا مش عايز أزعلك، بس لازم تعرفي إنك مش لوحدك، في ناس بتشوفك بطريقة مختلفة."


ساره، وهي بتصرخ: – "إنت مش هتتحكم فيا، وأنا هعيش حياتي زي ما أنا عايزة."