-->

شريط الأخبار

لا رجعة في القرار

 "أنا طالق... خلاص يا زين، ما عادش في حاجة بينا، انتهت القصة، وما فيش رجعة." قالتها قمر وهي ثابتة، لكن جواها كان قلبها بينفجر.


لكن ما كانتش هتسمح لحد إنه يشوف ضعفها. هي دلوقتي قدام الناس كلها لازم تكون قوية، ما فيش رجعة.


الكل كان واقف بيبص، والحاج محمد كان بيحاول يضبط الموقف، بس هو مش عارف يدير ده خلاص. في لحظة، زين بص لقمر، عينيه مليانة بالشك، لكن ما فيش كلام هيتقال دلوقتي. الحكاية خلصت.


أما يونس، الواقف في الزاوية بيبص، كان مش قادر يبعد نظره عن قمر. لأول مرة يحس إن في حاجة غريبة في اللي بيحصل. مش فاهم هو ليه قلبه بدأ يدق أسرع لما شافها كده. كان بيتمنى إن كل ده ما يحصلش. يعني، هي مش كانت جوزة زين، إزاي ده حصل؟


بينما يونس كان داخل في دوامة من الأفكار، قمر كانت في عالم تاني، داخليًا مش شايفه غير القرار. هي اختارت الطريق ده خلاص، بس قلبها مش قادر يستوعب النهاية.


"أنتِ طالق... خلاص." قالها زين وهو بيشاور للماذون عشان يكمل الإجراءات.


الماذون كان بيبص لقمر بنظرة فيها بعض التعاطف، بس هو مش في مكان يسمح له بالكلام. قمر كانت واقفة، مبتسمه ابتسامة صفراء، بس مش هتخلي حد يشوف فيها ضعف.


"إيه يا زين؟ خلصنا خلاص، عايز نكمل؟" قالتها بنبرة فيها غل وحقد، لكن زي ما هي اتعودت تكون قوية، كانت كمان بتتألم.


في نفس الوقت، يونس كان لسه واقف مش عارف يتصرف. كل خطوة ليه كانت بتوصله لحاجة غريبة، مش قادر يبعد عن قمر. كلما شافها، حس إنه عايز يقترب، بس مش عارف ليه.


قمر كانت بتصعد السلم تاني، وكل خطوة على السلم كانت بتقول لنفسها: "خلاص، دي النهاية." عينيها كانت مليانة وجع، لكنها مش هتسمح لحد يعرف ده. هي لازم تكمّل طريقها.


"أنتِ طالق... وبالتلاتة." قالها زين ببرود، وكان واضح إنه مفيش حاجة هتغير قراره دلوقتي.


قمر نظرت ليه، عينيها مليانة بمشاعر معقدة، لكن في النهاية قالت بنفس الهدوء: "خلاص. طالق. ما فيش رجعة." وكان القرار دا زي الحجر على قلبها، زي لو هي بتقتل جزء منها.


لكن قلبها، زي أي قلب، كان بيحس. كان بيتمنى لو كان في فرصة تانية، لكن دلوقتي مفيش غير الواقع قدامها. هي مش هتوقف، لازم تمشي في طريقها.


ولما يونس دخل الجناح تاني، كانت قمر واقفة قدام المرآة، بتلمس شعرها، شايفة نفسها بشكل غريب، كل حاجة كانت بتبان ليها جديدة، مع إنها مش لأول مرة تشوف نفسها كده، لكن الجو ده كان غريب. دخل يونس الغرفة وهو مش قادر يبعد نظره عنها.


"قمر، أنتِ كويسة؟" سأل بصوت مشوش، وكان واضح إنه مش قادر يركز.


قمر، اللي كانت مش حاسة بحاجة، ردت بصوت هادي: "أيوه، أنا كويسة. مش فارقة." كلامها كان فيه غموض، مكنش عارف لو هي فعلاً كويسة ولا دي مجرد كلمات.


لكن يونس، رغم كل اللي في دماغه، حس إن في حاجة غير طبيعية بينه وبين قمر. في حاجة معقدة جدًا، وكأنهم اتعودوا على بعض أكثر من كده.


"لو حابة تكلمي، أنا هنا." قالها بصوت فيه شوية تردد، هو مش متأكد هو عايز يتكلم ليه، لكنه حس إنه عايز يبقى جنبها بأي شكل.


لكن قمر كانت مش فاهمة هي ليه مش قادرة ترد، ليه مفيش حاجة طلعت منها، بس في نفس الوقت، حست إنها لازم تفضل قوية. مش هتسمح لحد إنه يعرف ضعفها، مش حتى يونس.


"يلا نطلع... نخلص من اللي فات." قالتها قمر وغمضت عينيها، وكانت عارفه إنها خلصت.


يونس كان واقف مكانه، مش قادر يبعد عن تفكيراته. مش قادر يصدق إن كل حاجة اتغيرت كده في لحظة. يعني كان فيه وقت لما كانوا قريبين، كانوا في عالم تاني، لكن دلوقتي كل شيء صار بارد وكأن بينهما بحر من الجليد.


لكن قمر، كانت متحملة كل شيء بمفردها. مفيش حد حس بيها غير نفسها. عيونها كانت مليانة حزينة، وكل خطوة كانت بتكبر في قلبها أكتر من خوف من القادم.


بينما يونس كان بيحاول يلاقى طريقة يتقرب فيها لقمر، هي كانت عاملة زي الجبل اللي مش ممكن يوقعه أي حاجة. شافت فيه حاجات كتير، لكن دلوقتي الدنيا كلها كانت ضده. هي قررت تمشي في طريقها، سواء بوجوده أو من غيره.


"هنكمل المراسم؟" قال الماذون بعد صمت طويل، وهو بيبص عليهم بإحراج.


قمر كانت بتنزل عينيها للأرض، مع أنها مش قادرة تتحمل الجلسة دي أكتر. لكن عارفه كويس إن ده جزء من اللي لازم يحصل. مش هينفع تفرط في السيطرة على حياتها دلوقتي.


"خلاص، هنكمل. ولازم تخلصوا بسرعة." قالتها بصوت هادي، كان واضح في نبرتها إنها مش قادرة على التحمل أكثر من كده.


زين كان واقف، مش قادر يتجاهل الموقف. عينيه كانت متوترة ومش قادر يفهم ليه قمر بقت كده فجأة. هو مش عارف هل هو اللي عمل خطأ، ولا هي اللي اتغيرت فجأة. بس في كل الحالات، القرار كان اتاخد، خلاص.


"إزاي طلاق تاني؟ مش هتندمي؟" قالها زين، لكن عينيه مليانة قلق، وحاسس إن اللي بيحصل أكبر من أي قرار.


لكن قمر، كانت مش فارقة معاها. عندها من القوية إنها تقول: "مش هندم، لأن ده هو الحل الوحيد."


الماذون دخل في التفاصيل وأعلن الطلاق في النهاية، وكل واحد كان واقف في مكانه مش قادر يتكلم. الزمان والمكان كان بيخلي كل شيء واقعي، لكنه كان غريب في نفس الوقت.


يونس كان بيشوف كل ده من بعيد، لكنه مش قادر يتدخل. كان عايز يكون قريب من قمر، بس في نفس الوقت، عارف إن ده مش وقته. مش عارف هي حاسة بإيه دلوقتي، لكن كان في قلبه حاجة بتقوله إنه لازم يبقى موجود لو هي احتاجت.


قمر ما ردتش على كلامه، لكن داخليًا كان قلبها مش مستقر. عايزة كل شيء يتوقف، لكن مش عارفة لو ده كان الصح. هي اتخذت القرار ده عشان ترتاح، لكن في نفس الوقت، كانت حاسة بمشاعر مختلطة.


"إنتِ أكيد مش هترجعي؟" قال زين أخيرًا، وهو واقف قدامها. هو عارف إنها ممكن تتراجع، لكن هو مش هينتظر.


قمر لفت نظرها ليه، وقالت: "خلاص يا زين. مفيش رجعة. دي النهاية."


وبالرغم من كده، في قلبها كانت مليانة تساؤلات. هتقدر تتحمل الحياة دي لوحدها؟ هل كانت على صواب؟


لكن اللي هي متأكدة منه، إنه لازم تمشي في طريقها الجديد، مهما كانت التحديات.